صرخة وادانية من قلب الصمت الرقمي: أين الاتصالات؟

في وادان، حيث تمتزج عراقة التاريخ بعزلة الواقع، لم تعد مشكلة ضعف شبكات الاتصال مجرد تفصيل تقني أو خلل عابر، بل تحولت إلى معاناة يومية تمس كل بيت وكل فرد، وتنعكس سلبا على حياة الناس في مختلف جوانبها: اقتصادا، صحة، وتعليما.
إن جودة الاتصالات لم تعد رفاها، بل هي عصب الحياة المعاصرة. فالاتصال الجيد يعني القدرة على الوصول إلى المعلومات، وإنجاز المعاملات بسرعة، والتواصل مع العالم الخارجي، ومواكبة فرص التعليم والعمل عن بعد، وحتى الحصول على الرعاية الصحية عبر الاستشارات الإلكترونية. فضعف الشبكة لا يعطل الهاتف فقط، بل يعطل الحياة.
الوادانيون يعيشون في عزلة رقمية خانقة. يعجز التاجر عن إجراء تحويل مالي أو تلقي إشعار بنكي، ويتأخر المريض عن الوصول إلى طبيبه بسبب تعذر التواصل، ويحرم الطالب من الالتحاق بحصصه عن بعد أو الوصول إلى مصادر المعرفة. كل هذه الأزمات تفاقم الفجوة بين وادان والمناطق الأخرى، وتعمق الإحساس بالغبن والتهميش.
طرق السكان كل الأبواب: رسائل، شكاوى، اتصالات، مناشدات… لكن لا جديد. شبكات الاتصال تزداد سوءا، والاستجابة غائبة، أو تأتي على استحياء لا يغير من الواقع شيئًا. ومع ذلك، ما زال فيهم أمل، وما زالوا يرفعون أصواتهم – اليوم من خلال “أنباء وادان” – إلى الجهات العليا في الدولة، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذلك إلى الجهة المخولة بمراقبة جودة خدمات الاتصال، سلطة التنظيم، آملين أن تجد صرختهم من يصغي، ومن يتحرك لإنصافهم.
نحن في “أنباء وادان”، لم تأت هذه الصيحة من فراغ، بل من مئات الرسائل التي تصلنا، في التعليقات، وعلى الخاص، من قلوب أنهكها الصبر. وقد آثرنا أن نبدأ بها لأنها تمس كل شرائح المجتمع، ونعد بأننا سنفرد لكل معاناة مقالا خاصا، لأننا نؤمن أن لكل هم حقه في أن يروى.
نحن نافذة الوادانيين، وصوتهم الذي لا يلين، وسنبقى على العهد، نكتب، نصرخ، نناشد… حتى يسمع الصوت، ويرفع الظلم، ويستعيد أهل وادان حقهم في العيش الكريم.
شكرا لكل من ساهم معنا، وأوصل، وشارك، وساند… وننتظر من الجهات المعنية أن تثبت أنها على قدر المسؤولية، وأن وادان ليست منسية.




