أخبارمحليةهموم الناس

رحيل حمتي… حين يُغتال الكادح بطائرة غدر

ترجل فارس الكرم والأخلاق والطيبة..في مشهد موجع يهتز له الضمير، ويقف عنده القلب خاشعا باكيا، رحل محمد ولد أحمد واحمين سالم “حمتي”، إثر قصف غادر بطائرة مسيرة على تخوم الحدود الموريتانية المغربية. رحل ورفيقه، لا جرم لهما إلا أنهما خرجا في رحلة شقاء، بحثا عن لقمة عيش كريمة تحفظ ماء وجههما وتسد رمق ذويهما، على أرض هي حقهما، وتحت سماء يجب أن تظل آمنة لهما.

فأي زمن هذا الذي يقتل فيه الأبرياء وهم يسعون على أرزاقهم؟ وأي منطق يبرر استهداف أُناس عزل لا سلاح لهم سوى نية طيبة وسعي شريف؟

وإلى متى هذا التهاون المستفز بدم الموريتاني، وكأن حياته لا وزن لها في ميزان القوى المتوحشة؟

في هذه اللحظات الثقيلة، لا نجد من الكلمات ما يواسي، لكننا نرفع أكف الدعاء وقلوبنا ملأى بالحزن، نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرته المكلومة، وإلى أهل وادان، والزويرات، وأطار، وكل من عرف “حمتي” وعرف نقاءه وطيب معشره.

نسأل الله أن يغمره ورفيقه بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن ينزل على قلوب ذويهم سكينة وصبرا يعجز عنه البيان.

ونذكر هنا بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له.

فما بالنا بمن مات وهو يسعى في الأرض طلبا للحلال والكرامة؟ أليس هو في عداد الشهداء عند رب كريم عدل؟

وفي الختام،

فإننا في منصة أنباء وادان، وإذ نؤبن فقيدين من خيرة أبناء الوطن، نرفع الصوت عاليا مستنكرين هذا العدوان الآثم، الذي لا يمت للرحمة ولا للإنسانية بصلة. هذا الجرم الشنيع الذي استهدف أرواحا بريئة لا تحمل سلاحا ولا تشكل تهديدا، يجب ألا يمر مرور الكرام.

ونطالب السلطات الموريتانية بتحمل مسؤولياتها الكاملة، والتحرك العاجل لوقف هذا النوع من الانتهاكات، وحماية أرواح المواطنين، ومحاسبة من يقف وراء هذه الجريمة النكراء.

كما نطالب بتعويض عادل وكامل لذوي الضحايا، اعترافا بظلم لا يغتفر، وردا لاعتبار غال في قلوبنا جميعا.

رحم الله “حمتي” ورفيقه، وأسكنهما فسيح جناته، وألهمنا جميعا القوة على الاستمرار في قول الحق، ونصرة المظلوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى