تقريرمحلية

العمدة الذي أنصت للصحراء… محمد محمود ولد أميه وقصة الاعتراف بكلب الريشات “فيديو”

في عمق الصحراء الموريتانية، حيث الرمال تحتضن أسرار الجيولوجيا، وحيث السكون يكشف عن عظمة الخالق… هناك، ينتصب “كلب الريشات” شامخا، كشاهد على ملايين السنين، وعلى عقول لم تنم، وقلوب لم تهدأ حتى أنصت له العالم.

من بين هؤلاء، يبرز اسم محمد محمود ولد أميه، العمدة السابق لمدينة وادان، الرجل الذي لم ير في موقع “كلب الريشات” مجرد تشكيل جيولوجي، بل رأى فيه رسالة… وهوية… ومستقبلا واعدا.

قاد هذا الرجل جهودا جبارة، مؤمنة ومدروسة، من أجل أن يرى العالم ما رآه هو. أن تعترف الإنسانية بقيمة هذا الموقع الفريد. فكان أن تمكن، عبر شراكات علمية، وتنسيق محكم مع الباحثين، من تسجيل “كلب الريشات” ضمن قائمة أفضل 100 معلم جيولوجي في العالم، كأول موقع موريتاني ينال هذا الشرف الكبير.

ولم يكتف بذلك، بل حمل بين يديه الاعتراف الدولي، وسلمه إلى الجهات الرسمية، مدافعا عن ضرورة تحويل هذا الإرث الطبيعي إلى محمية وطنية محمية بالقانون والإرادة، حتى لا تبقى فرادة كلب الريشات رهينة النسيان أو الإهمال.

تجلت رؤيته في أسمى صورها، حين دعا إلى تصميم مدينة كلب الريشات، مدينة بيئية وثقافية وعلمية، تعكس عبقرية المكان والإنسان، وتكون بوابة جديدة لموريتانيا على العالم… مدينة تستقبل الزوار، وتحتضن الباحثين، وتعلي من شأن الأرض التي تتكلم بلغة الصخور والتاريخ.

لقد كانت جهوده درسا في الإيمان بالمكان، والوفاء له، والعمل بصمت لأجل مستقبله. فليس كل من جلس على كرسي المسؤولية، حمل هم الوطن، لكن محمد محمود ولد أميه فعل، ومضى، وترك أثرا لا يمحى.

واليوم، ومع موسيقى موريتانية مؤثرة تلامس الوجدان، يوثق هذا الفيديو رحلة الكفاح تلك… رحلة رجل أحب بلده، وارتقى بطموحه فوق الرمال، حتى لامس سماء التقدير العالمي.

تحية تقدير وإجلال، للعمدة السابق، ولأمثاله من المؤمنين بأن الأرض تتحدث… فقط إن وجد من يصغي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى