بريد أنباء وادانمقال

أنباء وادان.. من عبق التاريخ إلى أفق الإعلام الحر

من بين حجارة التاريخ الشامخة كالنخل الباسقات، وصمت الصحراء المطبق كمخطوط أثري، تنهض وادان، المدينة التي كتبت اسمها في سجل الخلود بالحبر والضوء، فكانت معبر القوافل، ومنارة العلم، وحصن المخطوطات؛ واليوم، نستعير من وهجها اسما لموقع إخباري نطمح أن يكون صلة بين الماضي والحاضر، بين عمق الأصالة ونبض الحداثة.

تتكئ وادان على كتف التاريخ، وتبسط ذراعيها للريح والضياء، ولد الاسم.. اسم مشبع برائحة المخطوط، وصدى المحاظر، وحكايات القوافل التي مرت ذات مجد من هنا، فوادان ليست مجرد مدينة فحسب، بقدر ماهي رمز لصبر الحجر، وحكمة الزمن، وعطر الذاكرة.

وادان، واد من علم، وواد من تمر؛ تلك التي جمعت بين غذاء الروح وغذاء الجسد، بين المخطوط في الرفوف وبين التمر النخيل، فكانت مدينة متوازنة تشبه الإنسان حين يكون منتميا لأرضه، وفخورا بجذوره.

من هنا، من هذا المعين العتيق، ينطلق موقع “أنباء وادان”، لا بوصفه وسيلة إعلام فحسب، بل لكونه مشروعا للصدق، وفضاءً للكلمة التي تحترم نفسها ومتلقيها، وهمزة وصل بين القيم الصحراوية الأصيلة وأسئلة اليوم المتشابكة.

لقد آن لهذا الفضاء الموريتاني الرحب أن يسمع صوته من داخله، لا من وراء زجاج الآخرين… آن لنا أن نكتب أخبارنا بأنفسنا، أن نختار أسئلتنا، أن نحرر مفرداتنا ونسائل واقعنا كما نشاء، لا كما يراد لنا.

“أنباء وادان” تحمل هذا الطموح، وتغذيه بخبرة صحفية متواضعة، وحرص لا يلين على ألا ننزلق في تلميع ولا تهويل.

سنكون، بإذن الله، منصة تنصت قبل أن تتكلم، وتدقق قبل أن تنشر، وتحرص على أن تبقي شرف الكلمة فوق كل اعتبار، فالإعلام عندنا ليس مقامرة بوعي الناس، بل أمانة نؤديها في حضرة التاريخ، وأمام الأجيال القادمة، فنحن حين نكتب لانكتب لنسد فراغا رقميا، بل لنفتح نوافذ على الأمل، ونعيد إلى الصحافة معناها الحقيقي.

نطمح أن تكون “أنباء وادان” عنوانا لمرحلة جديدة، تقطع مع العشوائية، وتتجاوز الإملاءات، وتصغي لأصوات الناس البسطاء، حيثما كانوا، لا لمن يملكون ضجيجا أو سطوة، نريد أن يكون هذا الصرح حرا كالريح، عميقا كظلال وادان، شفافا كسرابها، أصيلا كأحجارها.

مرحبا بكم في “أنباء وادان” … حيث يلتقي صدق الخبر بكرامة الحرف.

ديدي محمد امحمد

 

#وادان_إنفو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى