
في اكتشاف فلكي يثير الدهشة ويشعل الخيال العلمي، أعلن فريق من علماء الفيزياء الفلكية بجامعة زيورخ السويسرية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، عن رصد كوكب خارجي (Exoplanet) يحتوي على كميات هائلة من الذهب والعناصر الثقيلة النادرة، ويقع على بعد 370 سنة ضوئية من كوكب الأرض.
الكوكب المكتشف، والذي أُطلق عليه اسم “HD 211456 b”، يتميز بتكوينه المعدني الفريد من نوعه، حيث أظهرت تحاليل الطيف الضوئي أن غلافه الجوي يحتوي على نسب عالية من الذهب والبلاتين والنيكل الثقيل، وهي عناصر نادرة على سطح الأرض.
وأوضح العلماء أن سبب هذه الوفرة المعدنية يعود على الأرجح إلى تشكّل الكوكب في منطقة غنية ببقايا انفجارات نجمية عملاقة (Supernova)، وهو ما جعله مخزنا طبيعيا لعناصر لم ترصد بهذه الكثافة في أي كوكب آخر حتى الآن.
ومن جهته، صرح العالم المسؤول عن الدراسة، الدكتور “ماركوس غراف”، قائلا:
“نحن لا نتحدث عن غبار ذهبي أو آثار معدنية سطحية، بل عن تراكيز جيولوجية هائلة قد تجعل هذا الكوكب مستودعا طبيعيا لا يُقدر بثمن، لو أمكن الوصول إليه”.
هذا الاكتشاف يطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل استكشاف الموارد خارج كوكب الأرض، خاصة في ظل تنامي الاهتمام العالمي بالتعدين الفضائي. ومع أن الوصول إلى هذا الكوكب ما يزال بعيد المنال تقنيا، إلا أن الرصد وحده يعد قفزة نوعية في فهم نشأة العناصر الثقيلة في الكون.
ويتوقع أن ينشر البحث الكامل في العدد القادم من مجلة Nature Astronomy خلال يوليو المقبل.
إعداد: فريق ودان إنفو




