في خطوة علمية تاريخية تعد الأولى من نوعها، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن نجاح مركبتها الفضائية Solar Orbiter في التقاط أول صورة على الإطلاق للقطب الجنوبي للشمس، وذلك بتاريخ 11 يونيو 2025، ما يمثل نقلة نوعية في فهم البشرية لأسرار هذا النجم العملاق الذي يغذي كوكب الأرض بالحياة والطاقة.
الصورة، التي التقطت على بعد نحو 0.3 وحدة فلكية من الشمس، تكشف للمرة الأولى تفاصيل دقيقة عن التيارات الشمسية وسلوك الحقول المغناطيسية في المنطقة القطبية الجنوبية، وهي منطقة كان من المستحيل تقريبا رصدها من الأرض أو حتى من معظم المركبات السابقة.
ويأمل العلماء أن تسهم هذه البيانات الجديدة في تفسير ظواهر شمسية معقدة، من بينها الدورات الشمسية التي تستمر نحو 11 عاما، وكذلك الرياح الشمسية التي تؤثر على الاتصالات الفضائية والأنظمة الكهربائية على الأرض. كما أن فهم الحقول المغناطيسية في الأقطاب قد يمكن الباحثين من التنبؤ بشكل أدق بالعواصف الشمسية القوية التي تهدد البنى التحتية الرقمية في العالم.
وتعد مركبة Solar Orbiter ثمرة تعاون مشترك بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة “ناسا”، وقد أُطلقت في فبراير 2020 بهدف دراسة الشمس من زوايا جديدة يصعب الوصول إليها، حيث تعمل بأجهزة متطورة لرصد الإشعاعات والانبعاثات الشمسية من مواقع استراتيجية لم يسبق لبعثات فضائية بلوغها.
هذا الإنجاز الجديد لا يفتح آفاقا واعدة لعلوم الفضاء فحسب، بل يجسد أيضا قدرة التعاون العلمي الدولي على دفع حدود المعرفة الإنسانية نحو آفاق غير مسبوقة.
ودان إنفو
