
توجت مدينة وادان العريقة مؤخرا بمشاركة مشرفة وملهمة لإحدى بناتها البارزات، السيدة زايدة بنت بلال، في الأيام التعريفية بالثقافة الصحراوية التي احتضنتها مدينة جري لتور الفرنسية، حيث مثلت موريتانيا عامة ووادان خاصة أحسن تمثيل، وقدمت نموذجا حيا للمرأة الموريتانية الفاعلة التي تحمل هم الوطن وتنقله إلى العالم بصوت نقي وصورة مشرفة، ما يجعلها اليوم سفيرة للهوية الصحراوية في المحافل الدولية.
زايدة بنت بلال ليست اسما عابرا في عالم السياحة، بل هي واحدة من أبرز النساء الرياديات في هذا القطاع، ومن أوائل من راهن على السياحة الثقافية كأداة للتنمية المحلية، حيث أسست نزلا سياحيا متميزا في قلب وادان، يزاوج بين الضيافة التقليدية والبنية المريحة، ويستقطب الزوار من داخل البلاد وخارجها، في تجربة فريدة تعكس أصالة المكان ورؤية حديثة للترويج السياحي. لكن نشاطها لم يتوقف عند توفير الإيواء والخدمة، بل تجاوز ذلك إلى الترويج لثقافة وادان، وتمكين نسائها، وإحياء تراثها، وربطها بالعالم عبر جسور الحوار والتبادل الثقافي، مما جعلها رائدة في بناء صورة مشرقة للسياحة الصحراوية الموريتانية.
وفي فرنسا، لم تكن مشاركتها مجرد حضور شكلي، بل كانت محطة للتألق والتأثير، حيث عرفت الجمهور الأوروبي بتقاليد الصحراء الموريتانية، وقدمت عروضًا ونقاشات حول التراث، والموسيقى، والطبخ، والحرف التقليدية، بأسلوب ينم عن دراية عميقة وانتماء صادق، مستحضرة روح وادان وحضارتها العريقة، ما أضفى على الحدث بصمة موريتانية متميزة. وكانت خير سفيرة لمدينة وادان التي تمثل ذاكرة موريتانيا الحضارية، وشاهدة على عصور ازدهارها العلمي والثقافي، فأعادت رسم صورة المدينة بأسلوب يليق بمكانتها التاريخية.
وقد حرصت زايدة بنت بلال على أن يكون حضورها في جري لتور فرصة لتعريف الجمهور الأوروبي بالتاريخ الوداني العريق، وبالمعالم السياحية الفريدة التي تزخر بها المنطقة، حيث سلطت الضوء على المدينة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بجمالها العمراني وسحرها التاريخي، وكلب الريشات، أحد أعجب التكوينات الجيولوجية التي تسحر الباحثين والسياح على حد سواء. من خلال حديثها، لم تكن مجرد ناقلة للمعلومة، بل جسدت ارتباطا وجدانيا بالمكان، وأبرزت أهمية السياحة في حفظ الهوية وتعزيز التواصل بين الشعوب.
كما يشكر المكتب الوطني للسياحة على اختياره الموفق، بدعوة هذه السيدة التي جمعت بين الحضور الميداني الفاعل، والقدرة على التواصل الثقافي، والتمثيل اللائق لوطنها، فقد أثبتت أن الكفاءة هي أساس النجاح، وأن الاستثمار في الطاقات المحلية النسائية هو رهان رابح في كل المجالات، لا سيما في السياحة المستدامة التي تعتمد على أصالة الثقافة في بناء مستقبلها.
زايدة بنت بلال اليوم ليست فقط ناشطة سياحية، بل رمز للمرأة الموريتانية المعطاءة، قدوة لجيل جديد من الفتيات الطامحات لخدمة مناطقهن من خلال العمل والمثابرة، إنها أيقونة عصرها بكل ما تعنيه الكلمة، وحضورها في جري لتور شهادة جديدة على قدرتها على تجاوز الجغرافيا لتجعل من وادان نقطة إشعاع عالمي. ومثلما نجحت في رفع اسم وادان عاليا، فهي بلا شك تفتح آفاقا جديدة للموريتانيات في عالم السياحة والتراث الثقافي.
وإننا في ودان إنفو، نبارك لها هذه المشاركة النوعية، ونثمن جهودها المباركة في خدمة السياحة، والثقافة، والتنمية المجتمعية، ونتطلع إلى رؤية مزيد من الإنجازات تحت اسمها وفي ظل رؤيتها النبيلة، بوركت يا زايدة، ومزيدا من النجاح والتألق في كل محفل.
ودان إنفو




