سكان ودان يطالبون بإنترنت مستقر.. هل تستجيب الجهات المسؤولة؟

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، لا تزال مدن الداخل في موريتانيا – وعلى رأسها مدينة ودان التاريخية – تعاني من ضعف شديد في الاتصال، وانعدام شبه تام لخدمة إنترنت مستقرة، رغم الاعتماد على شبكات الاتصال الثلاث العاملة في البلاد، التي توفر تغطية الإنترنت عبر هوائيات اتصال تمتد على مسافات شاسعة، لكنها لا تفي بالحد الأدنى من الجودة المطلوبة.
في ودان، المدينة التي عرفت المجد العلمي والثقافي عبر القرون، يغدو الاتصال العادي صعبا في أغلب الأوقات، فكيف بخدمة الإنترنت التي يفترض أن تكون جسرا أساسيا للتعليم، والعمل، والتواصل، والسياحة، وحتى الرعاية الصحية؟ السكان يتعاملون مع انقطاعات متكررة، وبطء شديد يجعل من أبسط الاستخدامات الرقمية تحديا يوميا. التطبيقات الحكومية، ومنصات التعليم عن بعد، وخدمات الدفع الرقمي، جميعها تغدو شبه مستحيلة في هذه الظروف، ما يزيد من الفجوة الرقمية بين مدن الداخل والعاصمة.
ورغم أن البنية التقنية تعتمد على الهوائيات المرتبطة بالكابل الوطني، إلا أن وتيرة التطوير في هذه المدن – خصوصا ودان – لا تزال بطيئة إن لم تكن معدومة. ولا توجد مؤشرات واضحة على تحسين قريب، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى التزام الجهات المسؤولة بدمج هذه المناطق ضمن خطط التحول الرقمي.
في مدينة تنبض بالتاريخ وتعد من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في البلاد، يشكل ضعف الاتصال عائقا أمام الاستثمارات، والمبادرات الشبابية، وحتى الترويج السياحي. إن عدم توفر الإنترنت بشكل موثوق لا يؤثر فقط على الحياة اليومية للسكان، بل يحبط المشاريع الواعدة، وينفّر الزوار المحتملين، ويضعف فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي.
صوت أهل ودان واحد: نحن لا نبحث عن امتيازات، بل نطالب بما أصبح جزءا لا يتجزأ من ضروريات الحياة في القرن الواحد والعشرين. من غير المقبول أن تظل مدينتنا، بكل ما تحمله من قيمة وطنية وعالمية، خارج نطاق الخدمة الرقمية، في وقت يتم الاحتفاء بها على الشاشات وتذكر في التقارير الرسمية كرمز للهوية.
إن رفع التهميش الرقمي عن ودان ومدن الداخل ليس رفاهية، بل هو استحقاق وطني ومسؤولية تنموية وحلقة أساسية في تحقيق العدالة الاجتماعية.
ودان إنفو




