ودان تغرق في ظلام دامس وعطش شديد… وسكانها يطلقون نداء استغاثة عاجل عبر “ودان إنفو”
في مشهد مؤلم ومأساوي، تعيش مدينة ودان التاريخية منذ مساء أمس على وقع أزمات متداخلة ومتفاقمة، بعد أن توقف المولد الكهربائي الوحيد الذي يغذي المدينة العريقة بالطاقة، لتغرق بكاملها في ظلام دامس لم تعهده من قبل بهذا الشكل الشامل والمستمر.
ومع حلول ساعات الليل الأولى، بدأ السكان يشعرون بثقل الانقطاع وتبعاته الخطيرة، غير أن ما لم يكن في الحسبان هو أن يتوقف ضخ المياه بالكامل، بسبب اعتماد الشبكة المائية على الكهرباء، ما وضع الأهالي أمام عطش شديد وظروف إنسانية قاسية، خاصة أن المدينة تعاني أصلا من شح المياه وصعوبة الحصول عليها.
ولم تسلم وسائل الاتصال من الانهيار، إذ اختفت إشارات شبكتي “ماتل” و”شنقيتل” تماما، نتيجة توقف التغذية الكهربائية، ولم تبق إلا شبكة “موريتل” التي بالكاد تلتقط إشاراتها في بعض الأحياء، مما زاد من عزلة المدينة وقطع صلتها مع العالم الخارجي.
أهالي ودان، المحاصرون بين الظلام والعطش والعزلة، أطلقوا عبر “ودان إنفو” نداء استغاثة عاجل، موجهين رسالتهم بصوت واحد إلى السلطات العليا في البلاد، مناشدين بالتدخل الفوري لإنقاذ مدينتهم التي باتت تعاني من حصار حقيقي، يهدد صحة السكان وسلامتهم وكرامتهم.
هذه المدينة التي لطالما صمدت في وجه الجفاف والإهمال، واحتضنت التاريخ والعلم والعراقة، تجد نفسها اليوم منسية في زاوية مظلمة من الوطن، تئن تحت وطأة انقطاع الكهرباء والماء والاتصال، تنتظر من يسمع صرختها وينقذ أبناءها من المعاناة التي تتسع كل ساعة.
ودان، بكل ما فيها ومن فيها، تناشد ضمير الوطن… فهل من مجيب؟
