أخباراقتصادمحليةهموم الناسوطنية

جدل في مدينة ودان حول شروط برنامج “بنوك الحبوب”.. ونداء عاجل إلى مفوضة الأمن الغذائي

توصلت منصة ودان إنفو إلى معلومات مؤكدة تفيد بأن عددا من أصحاب الحوانيت في مدينة ودان التاريخية عبروا عن ترحيبهم المبدئي بإطلاق برنامج المخازن القروية للأمن الغذائي (بنوك الحبوب)، الذي تشرف عليه مفوضية الأمن الغذائي لصالح الأسر الأكثر هشاشة في ولايات الشمال. واعتبر هؤلاء أن المبادرة تمثل بادرة أمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المنطقة.

لكن سرعان ما تحول هذا الترحيب إلى خيبة أمل وامتعاض واسع، بعد أن تفاجأ المعنيون بشرط مالي اعتبر “تعجيزيا”، يتمثل في إلزام كل حانوت راغب في التعاون مع المفوضية ضمن البرنامج، بتقديم مبلغ مليون ومائتي ألف أوقية قديمة، مقابل تزويده بـ:

2 طن من الأرز

2 طن من السكر

1 طن من زيت الطهي

وقد أعرب عدد من أصحاب الحوانيت عن استيائهم، مؤكدين أن هذا الشرط لا يتماشى مع أوضاعهم الاقتصادية المتواضعة، وأنه يبعدهم قسرا عن المشاركة في برنامج كان من المفترض أن يكون موجها إليهم وإلى المواطنين الأكثر هشاشة الذين يرتادون محلاتهم يوميا.

وقال أحد أصحاب الحوانيت لـ”ودان إنفو”:

“نحن في ودان لا نطلب دعما مجانيا، لكن فرض هذا المبلغ الكبير كشرط للدخول في البرنامج يقصي الحوانيت البسيطة ويجعل الاستفادة حكرا على تجار كبار. فهل البرنامج وضع فعلا لمساعدتنا أم لغيرنا؟!”

وبحسب مصادر المنصة، فإن غالبيتهم قرروا عدم التفاعل مع البرنامج، معتبرين أن الطريقة التي تم بها تحديد الشرط المالي لا تراعي الواقع المحلي، خاصة أن معظم المحلات الصغيرة هي نقطة التوزيع الرئيسية التي يعتمد عليها السكان في ودان، وهم من ذوي الدخل المحدود.

وفي هذا السياق، تتوجه منصة ودان إنفو بنداء عاجل إلى معالي مفوضة الأمن الغذائي، السيدة فاطمة بنت خطري، التي حلت اليوم بمدينة أوجفت لإطلاق المرحلة الشمالية من البرنامج، وتدعوها إلى:

مراجعة الشرط المالي المفروض على أصحاب الحوانيت،

وإيجاد آلية أكثر مرونة تتيح مشاركة جميع الفاعلين المحليين، خاصة الصغار منهم،

وضمان استفادة فعلية للفئات الضعيفة عبر المحلات القريبة منهم، لا عبر احتكار التوزيع في يد فئة واحدة.

يشار إلى أن معالي المفوضة أكدت خلال إشرافها على إطلاق البرنامج في أوجفت، أن بنوك الحبوب تدخل ضمن الخطة الوطنية للاستجابة للوضعية الغذائية 2025، التي تستهدف تعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر هشاشة، عبر تزويد 569 بنكا للحبوب بـ2845 طنا من المواد الغذائية الأساسية في ولايات الشمال.

ورغم أهمية البرنامج وأهدافه الاجتماعية، فإن ردود الفعل في ودان تظهر وجود فجوة واضحة بين ما أعلن وما يطبق فعليا، مما يستدعي إعادة تقييم للآليات المعتمدة، وتوجيه حقيقي للبرامج نحو من هم في أمس الحاجة.

فهل تستجيب المفوضية؟

السكان وأصحاب الحوانيت في ودان بانتظار الإجابة.

ودان إنفو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى