إسلامياتمنوعات

الملك الذي عرف طريق المسجد قبل القصر

في هذه الصورة التي تختصر مجلدات من الدروس والعبر، لا نرى فقط رجلا يرتدي زيا عربيا فخما، بل نرى ملكا… نعم، ملكا ينتظر على عتبة مسجد لا حاشية حوله ولا موكب، لا خدم ولا حراس، فقط تواضع يسابق الأذان، وخشوع يسبق الإمام.

إنه الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، يجلس على رصيف باب المسجد منتظرا أن يفتحه الحارس ليؤدي صلاته، لا يتذمر، لا يتكبر، لا يطلب امتيازا على غيره من عباد الله.

هنا تتجلى عظمة الملوك الحقيقيين… الذين عرفوا أن الملك لا يخلد، وأن الأبواب التي لا تفتح إلا بعد الطرق، هي أقرب لمهابة الله من تلك التي تفتح لهم بلا حساب. هنا يتجسد التواضع في زمن كثدرت فيه مظاهر العظمة الزائفة، ويعلو صوت السكينة على ضجيج البروتوكولات.

تلك الجلسة على الأرض، بملابسه البيضاء، كأنها بياض قلبه حين اختار أن ينتظر لا أن ينتظر، أن يتقدم لا أن يقدم، أن يكون في صف الناس لا فوق رؤوسهم.

هنا نعلم لماذا ما زال يذكر حتى اليوم بالدعاء، لماذا بقي في قلوب الناس، ولماذا لم يغب وجهه عن ذاكرة الأمة رغم مرور السنين.

هذه الصورة لا تلتقط مشهدا عابرا، بل تخلد موقفا من نور… فيها رسالة للملوك قبل الرعية، وللعظماء قبل البسطاء:

أن باب الله لا يفتح إلا لمن طرقه خاشعا، لا متعاليا…

رحم الله الملك فيصل، وجزاه عن أمته خير الجزاء.

ودان إنفو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى