تساؤلات حارقة في وادان.. بعثة علاجية أم حملة انتخابية؟!

رغم الترحيب الكبير الذي قوبلت به البعثة الطبية الرفيعة التي استقبلها المستشفى الأهلي في وادان، برئاسة البروفيسور الداد ولد لبشير، وما أثارته من آمال في نفوس المواطنين البسطاء، إلا أن اتصالات عديدة توصلت بها “ودان إنفو” من داخل المدينة العريقة، قلبت الصورة رأسا على عقب، وكشفت عن استياء عارم بدأ يتنامى في أوساط الساكنة بسبب ما وصفه البعض بـ”الانحراف الخطير” عن مسار المهمة الإنسانية النبيلة التي أعلنتها البعثة.
من الصحة إلى السياسة!..
فحسب مصدر موثوق اتصل بـ”ودان إنفو”، فإن عددا من المواطنين أبدوا امتعاضهم الشديد من الطابع الإقصائي الذي طبع بعض مراحل الاستقبال والتنظيم، بل ذهب البعض إلى حد الحديث عن “انتقاء سياسي متعمد” في اختيار المستفيدين، مشيرين إلى أن بعض المواطنين تم حشرهم لساعات طويلة تحت لهيب الشمس دون أي اعتبار لإنهاكهم، بينما جرى إدخال “معروفين” من دائرة معينة دون عناء.
ووفق روايات محلية متقاطعة، فإن البعض ممن دخلوا للمعاينة – بعد ساعات من الانتظار – فوجئوا بأن الأمر أقرب إلى عرض سياسي منه إلى مهمة علاجية، وبأن الأدوية التي روج لتوفرها لم تكن – في الحقيقة – موجودة بالكميات ولا الجودة التي أوحى بها الإعلان الرسمي.
اتهامات صريحة وتحذير من منزلق خطير
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، حمل متحدث باسم بعض المتضررين، مؤسسة “خيرية ابن عطا الله” مسؤولية هذا التوجه الذي قال إنه “أساء إلى سمعة العمل الخيري في قلوب كثير من المواطنين”، داعيا القائمين عليها إلى مراجعة جادة لمقاصد المبادرة وطرق تنفيذها.
إننا في “ودان إنفو”، إذ نحترم الجهد الطبي الذي بذل، ونثمن حضور البروفيسور الداد ولد لبشير وطاقمه المتخصص، نؤكد – في ذات الوقت – أن مزج العمل الإنساني بالتصفيات السياسية أمر خطير، يضر بالصحة وبالثقة، ويحول المبادرات النبيلة إلى أدوات فرقة وإقصاء.
فالسياسة لها أبوابها، والعمل الخيري له أبوابه.. ولا يجوز الخلط بينهما أو توظيف أحدهما لخدمة الآخر. وإن صح ما وردنا – وهو ما لا نرجوه – فهي كارثة تستوجب المساءلة والتحقيق العاجل من السلطات المحلية، وعلى رأسها السيد حاكم مقاطعة وادان.
ودان إنفو: مع المواطن، لا مع جماعة أو فئة
ختاما، نعيد التذكير بأن “ودان إنفو” وجدت لتكون صوت المواطن لا صدى لأي جهة، ونقف على مسافة واحدة من الجميع، نرصد، نتابع، ونبلغ، ولا نخشى في قول الحق لومة لائم.
صحة المواطن فوق كل اعتبار.. فلا تقتلوها بالمزايدات.




