أخبارالصحة والحياةبريد أنباء وادانهموم الناسوطنية

من المجهر إلى السرير.. مأساة امرأة نهشها الجشع والخذلان

في زمن تتكاثر فيه الذئاب، وتذبح فيه الكرامة على أعتاب النفوذ والجشع، وصلت إلى منصة وادان إنفو صرخة امرأة لا تملك من السلاح غير الألم، ولا من الحيلة غير الدعاء، ولا من الظهر غير الله، ثم من نصر تنتظره من رئيس الجمهورية، حامي حمى الوطن والدين.

آمنة بهيت، المعروفة في مجاهل تيرس الزمور بـ”خيمة الإغاثة”، لم تكن يوما وزيرة ولا أرستقراطية، لكنها كانت عنوانا للشرف والكفاح، تنقب بيديها، تعيل بعرقها، وتنفق من حر مالها على العمال والفقراء، حتى شاء القدر أن تسقط في حادث سير يقعدها على الفراش، تبتر أطرافها، وتصبح سجينة الألم.

لكن المرض لم يكن أقسى ما واجهته، بل ذاك الاستغلال الخبيث لضعفها، حين قام خصوم لا يخافون الله باحتلال مقلعها، وسرقة أرضها، وإعادة ترخيصها باسم شركة وهمية، لا وجود لها إلا في عقول من استحلوا أكل أموال اليتامى والمرضى والضعفاء.

ثلاث سنوات من السرير والدموع والخذلان، فتحت خلالها أبواب الجحيم على هذه السيدة، دون أن يحرك أحد ساكنا، إلى أن قررت أن تكتب، أن تبوح، أن تفضح.

نحن في وادان إنفو نضع بين أيدي الرأي العام، والسلطات المختصة، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، نص هذه التظلمة النادرة في صدقها، والموجعة في مضمونها، عسى أن تطرق قلبا لم تقتله البيروقراطية، وتصل إلى ضمير لم يتآكل بعد:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

إلى رئيس الجمهورية،

إلى كل من يؤمن بالعدل والحق والإنصاف، ويكفر بالظلم والتحايل والإجحاف،

أعرض عليكم ما أتعرض له من مظالم يعجز اللسان عن وصفها كما هي، ويأنف القلب والضمير تصديق وقوعها.

أنا آمنة بهيت، الملقبة سعدن، مواطنة موريتانية من مواليد السبعينات. أمارس التجارة، ولا صلة لي لا بالمال العام، ولا بأي نفوذ. كنت من أوائل النساء المنقبات عن الذهب في ولاية تيرس الزمور، ولايتي الحبيبة، وبالأخص في مقاطعة أفديرك، وتحديدا في منطقة تنومر، حيث أقمت سنة 2017 مكانا للتنقيب عرف باسم:

“مجهر منت بهيت”، “بركايت منت بهيت”، “خيمة الإغاثة”، و”خيمة منت بهيت”.

جميع هذه التسميات معروفة لدى العامة، والله على ما أقول شهيد.

خلال السنوات 2017 و2018 و2019 و2020، واصلت عملي مستعينة بالله أولا، وبعدد من العمال الموريتانيين والسودانيين الذين أعرفهم فردا فردا.

لكن في 14 ديسمبر 2021، تعرضت لحادث سير أليم، أسفر عن إعاقتي الكاملة، فأصبحت مقطوعة الأطراف، مشلولة الحركة، طريحة الفراش، وسجينة المستشفيات الموريتانية والتونسية لثلاث سنوات متواصلة: 2022 و2023 و2024.

وفي ظل هذا الغياب القسري، استغل الخونة والمتحايلون واللصوص مرضي وضعفي، فاحتلوا موقعي واستولوا على ممتلكاتي، واستنزفوا مقلعي، بل واشتروا عمالي!

يا إلهي… أين الدين؟ أين الضمير؟ أين الأخلاق؟ أين العهد؟ أين الإنسانية؟ أين المروءة؟

واااا غزواني… أنصفني، كما تكفلت بعلاجي، جزاك الله خيرا.

كل الشرور، وكل ما حل بي من خزي وضياع، أحمل المسؤولية فيه لكل من:

يعقوب ولد بلل الأبيري، ومحمد ولد أبهاه البساتي، وأزلامهم، الذين ورثوني حية، وسلبوا أرضي، واستغلوها، بل ورخصوها باسم شركةٍ مجهولة تدعى:

Maur Technologie et Sécurité

لعقد يمتد من 30 يوليو 2024 حتى 30 يوليو 2027.

ولكن ما بني على باطل، فهو باطل.

قال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون}.صدق الله العظيم.

لا حول ولا قوة إلا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل

إنا لله وإنا إليه راجعون

حررته:

آمنة بهيت

أزويرات، بتاريخ: 14 يوليو 2025

تنويه مهم:

جميع الأسماء والاتهامات الواردة أعلاه نقلت كما وردت على لسان صاحبة التظلم، وهي وحدها تتحمل المسؤولية القانونية عن مضمونها.

وتؤكد وادان إنفو التزامها الكامل بفتح باب الرد والتوضيح أمام جميع المعنيين، دون تحفظ أو تقييد، التزاما منها بأخلاقيات النشر وحق الجميع في الدفاع عن أنفسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى