صوتك يساوي مدرسة ومستشفى وطريقًا وكرامة… فلا تفرّط به!

في زمن تتكاثر فيه التحديات، وتتزاحم فيه الشعارات، لا يزال صوت الناخب هو السلاح الأقوى، والوسيلة الأعدل، والطريق الأوضح لتغيير الواقع وصناعة المستقبل.
ذلك الصوت الصغير في صندوق الاقتراع ليس مجرد إجراء روتيني أو لحظة عابرة، بل هو شهادة مكتوبة، وأمانة معلقة في عنق صاحبه، وقرار يبنى عليه مصير وطن بأكمله.
إن اختيار الناخبين، مهما اختلفت هوياتهم أو مشاربهم، لا يجوز أن يكون محكوما بالمجاملات أو الإملاءات أو العصبيات الضيقة، سواء كانت قبلية أو جهوية أو حتى شخصية.
فالتصويت لمن لا يستحق، لمجرد أنه “ابن العشيرة” أو “صديق الطفولة” أو “مدعوم من جهة نافذة”، هو خيانة لروح الديمقراطية، وتفريط في حق الأجيال القادمة.
الصوت الانتخابي أمانة دينية وأخلاقية ووطنية.
في ميزان الشريعة، هو شهادة، والله يقول: “ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه”،
وفي ميزان الأخلاق، هو تعبير عن وعي ومسؤولية،وفي ميزان الوطنية، هو لبنة تبنى بها مؤسسات الدولة وترسم بها سياساتها.
صاحب الصوت له رؤية، وله حقوق، وعليه أن لا يبددها مجانا أو يهدرها في سوق الولاءات الزائفة.
بل يجب أن يكون دافعه إلى التصويت هو تحقيق ما يرجوه من مكتسبات تنموية وتعليمية وصحية واقتصادية، وأن يسأل نفسه قبل وضع الورقة في الصندوق:
هل هذا الذي سأمنحه صوتي، هو فعلا قادر على أن يخدمني ويخدم مجتمعي؟
أما من صوت لشخص أو جهة أو قبيلة، دون النظر في الكفاءة والنزاهة والمشروع الوطني، ثم تبين له بعد حين أن من منحه صوته قد خذله أو أساء استخدام الثقة، فليتحمل هو نفسه وزر قراره،فقد أسهم بيده في إيصال من لا يستحق إلى دفة القرار، وشارك في اتساع رقعة الفساد أو الركود أو الفشل.
إن الصوت ليس فقط حقا، بل مسؤولية عظيمة، من ضيعها كان كمن ضيع مفتاح مستقبله ومستقبل أبنائه،ومن أحسن استخدامها، كان شريكا في بناء دولة القانون والعدالة والازدهار.
اختر الأصلح، لا الأقرب.
اختر من يخدمك، لا من يخدعك.
اختر بوعي، فصوتك حياة… أو حسرة!




