أخباراقتصادمحليةوطنية

السياحة التراثية تنبع من جذع النخلة.. ودان تفتح ذراعيها لزوار الكيطنة

في قلب ولاية آدرار، حيث تلامس الرمال الذهبية نخيل السماء، ينبض موسم الكيطنة بحياة خاصة، تجمع بين الأصالة والعطاء، وتشكل فرصة اقتصادية وسياحية واعدة، لا سيما في مدينة ودان التاريخية، حيث يلتقي عبق الماضي بإمكانات المستقبل.

يمثل موسم الكيطنة أكثر من مجرد استراحة صيفية تقليدية؛ إنه موعد سنوي يرمم علاقة الإنسان بالأرض، ويعيد الاعتبار لثقافة الواحات، ويجسد نموذجا حيا للتنمية المحلية القائمة على التراث والإنتاج الزراعي والسياحة الريفية.

 النخلة.. شجرة الحياة في ودان

تحتل النخلة مكانة محورية في حياة الودانيين، فهي الكنز الاقتصادي الذي لا يهدر منه شيء:

التمر غذاء ودواء وتجارة.

الجريد يستعمل في صناعة الأثاث والمظلات.

السعف يدخل في الحرف اليدوية والديكور.

الليف يستخدم للتنظيف وصناعة الحبال.

وحتى النواة تجد طريقها كعلف أو ضمن صناعات تقليدية.

بهذا التنوع، تتحول النخلة إلى مشروع متكامل قادر على خلق فرص عمل وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي إذا ما أُحسن استثماره.

الكيطنة.. رافعة للسياحة والتنمية

ومع تزايد الاهتمام بموسم الكيطنة، بدأت ودان تشهد تحولات نوعية في بنيتها التحتية السياحية؛ فقد أصبحت تضم عددا من النزل والمخيمات التقليدية الراقية التي تمزج بين أصالة المعمار الصحراوي وخدمات الضيافة العصرية، لتقدم تجربة متكاملة للزوار تجمع بين الاستجمام والهوية الثقافية.

إن استثمار موسم الكيطنة بالشكل الأمثل يعني تحويله إلى موسم جذب سياحي داخلي وخارجي، بما ينعكس إيجابا على الدخل المحلي، ويعزز فرص الشباب في العمل والإبداع ضمن بيئتهم، دون الحاجة إلى الهجرة.

دعوة من ودان إنفو

ندعو الموريتانيين عامة، وأبناء ودان خاصة، إلى التوجه نحو الواحة هذا الموسم، والانخراط في إحياء موسم الكيطنة، ليس فقط كفعل ثقافي أو استراحة تقليدية، بل كفرصة لبناء اقتصاد محلي مستدام، وتقديم نموذج يحتذى به في باقي مناطق البلاد.

ودان اليوم ليست مجرد ذاكرة تاريخية، إنها واحة الفرص، وموعد الكيطنة هو موعد مع الهوية والتنمية والتجدد.

فلنصنع من الكيطنة مشروعا وطنيا يحتفي بالتراث، ويستثمره لخدمة المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى