اقتصادمحليةهموم الناس

شباب ودان ينتظرون الدعم.. فهل تستجيب الدولة لنداء الكرامة والتنمية؟

ودان إنفو صوت أهل ودان ومنبرهم الإعلامي الأول، لا ينطق إلا بما يختلج في صدورهم، ولا يعكس إلا تطلعاتهم العميقة نحو واقع أفضل. هو لسان المدينة العريقة التي سكنت ذاكرة التاريخ، واحتضنت المجد في شموخها، وصبرت كثيرا وهي تنتظر من الدولة أن تراها بعين الاعتبار، لا كمجرد موقع أثري، بل كمدينة حية نابضة بالكرامة والطموح والرجال.

ولأن ودان ليست كغيرها، ولأنها حاضنة كلب الريشات، هذه المعجزة الجيولوجية التي يقف العالم أمامها مدهوشا، فمن الظلم أن تبقى هذه المدينة التاريخية خارج حسابات الدولة التنموية. إن كل زائر ينبهر، وكل باحث يتوقف، لكن أبناءها لا يزالون يصارعون لأجل البقاء، ولأجل أن يصنعوا من لا شيء فرصة للحياة. وهنا يأتي نداء ودان إنفو للسلطات العليا والمحلية والمنتخبين ولكل أصحاب القرار: آن الأوان لأن تتحرك الدولة بجد، وتلتفت إلى شباب ودان الذين ينتظرون فرصة ليخدموا مدينتهم، لا هبة من أحد، بل حقا وطنيا خالصا.

المطلوب واضح وبسيط وعادل، وهو تمويل مشاريع صغيرة في قطاعات التجارة والنجارة والسياحة، مشاريع لا تحتاج إلى الملايين الطائلة، بل إلى مبالغ معقولة تتراوح بين مليون إلى خمسة ملايين أوقية قديمة، تمنح بشروط مرنة وبإشراف واضح، لتمكين شباب المدينة من البقاء فيها، لا مغادرتها إلى نواكشوط أو نواذيبو أو خارج الوطن بحثا عن لقمة العيش.

هذه المشاريع الصغيرة أثبتت فعاليتها في دول عديدة، حيث غيرت حياة الناس رأسا على عقب. في رواندا كانت المشاريع الصغيرة سبيلا لنهضة اقتصادية من تحت الرماد، وفي المغرب فتحت التعاونيات السياحية أبواب العيش الكريم لآلاف الشباب في الجبال والقرى، وفي مصر صارت القرى النائية مصانع إنتاج عبر قروض بسيطة ومتابعة جادة. ليس سرا، ولا ضربا من الخيال، بل حقيقة راسخة مفادها أن تمويل المشاريع الصغيرة هو أسرع طريق لمحاربة الفقر، وترسيخ الاستقرار، وتحقيق التنمية من الأسفل إلى الأعلى.

ثم إن ودان لا تحتاج فقط إلى دعم شبابها، بل تحتاج أيضا إلى نهوض بقطاعها السياحي الذي يشكل ثروة مهملة. فالنزل السياحية القائمة تحتاج إلى تمويل عاجل لتطوير خدماتها، ويحتاج أصحابها إلى دعم فني ومالي يرفع من مستوى استقبال الزوار، ويحول ودان إلى وجهة حقيقية لا محطة عابرة. حين تدعم الدولة هذه النزل، فإنها تدعم فرص العمل، وتنعش الاقتصاد المحلي، وتبعث الحياة في عروق المدينة التاريخية.

شباب ودان ليسوا متقاعسين ولا عاطلين عن الهمة، بل هم رجال إذا طلب منهم البناء تقدموا، وإذا دعوا إلى العمل لبوا النداء. أثبتوا دائما أنهم مستعدون لخدمة مدينتهم بكل تفان، لكنهم بحاجة إلى دعم صادق، إلى قرارات حقيقية، لا وعود موسمية تقال وتنسى.

ولذلك نقولها بصوت عال عبر ودان إنفو، هذا المنبر الذي لا يتحدث إلا بلسان أهله: إن شباب ودان أهل لكل دعم، وهم رهان رابح لكل مشروع تنموي، وهم الثروة الأهم في مدينة تنتمي إلى التاريخ لكنها تتطلع إلى المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى