ودان تختنق عطشا.. والساكنة توجه نداء استغاثة إلى السلطات العليا

في مشهد مؤلم تختلط فيه المعاناة اليومية بصمت الرمال، تعيش مدينة وادان التاريخية هذه الأيام موجة عطش غير مسبوقة، أرهقت الساكنة وعمقت متاعب الحياة، وسط ظروف مناخية قاسية وشح في الموارد.
فبحسب ما أفاد به مصدر موثوق لـ”ودان إنفو”، تعتمد المدينة على خزانين مائيين فقط لتلبية حاجات سكانها، في وقت لا يكفي فيه الخزانان معا لتغطية الطلب المتزايد، خاصة أن التوزيع يتم بالتناوب بين الأحياء، حيا بعد حي، مما يحرم بعض المناطق من المياه لأيام متتالية.
وتزداد معاناة الأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وجفاف معظم الآبار التقليدية، حيث يضطر كثيرون إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن الماء. ومع محدودية الخيارات، صار الحصول على ما يكفي من المياه – حتى تلك ذات الملوحة العالية أحيانا – غاية لا تدرك. ورغم ما قد يسببه ذلك من انزعاج صحي، فإن الحاجة الملحة تجعل السكان يقبلون بها مضطرين، خاصة في غياب البدائل.
وفي خضم هذه الظروف، وجهت ساكنة وادان نداء استغاثة عاجل إلى السلطات العليا، مناشدين رئيس الجمهورية والجهات المختصة التدخل من أجل تخفيف معاناتهم وتأمين حد أدنى من حاجيات المدينة من المياه. مواطنون من مختلف الأحياء عبروا عن أملهم في أن يحظى هذا الوضع الطارئ بالاهتمام اللازم، عبر حلول عاجلة ومستدامة تراعي حجم التحديات.
وقد أشار عدد من المواطنين إلى أن الملوحة الزائدة في بعض كميات المياه تسببت في حالات إزعاج صحي وظهور أعراض مزعجة لدى بعض الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن، ما يستدعي كذلك رقابة صحية ومتابعة ميدانية لضمان سلامة التزود.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأزمة ليست حكرا على وادان، بل إن عدة مناطق أخرى من البلاد تعاني من ظروف مشابهة، من بينها ولايات العاصمة نواكشوط، ما يجعل من الضروري وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه، مع تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية وشبكات التوزيع.
وادان، هذه المدينة العريقة التي حفظت عبر قرون إرثا علميا وثقافيا نفيسا، تجد نفسها اليوم في مواجهة قاسية مع أزمة عطش تتطلب تضامنا وطنيا واستجابة سريعة تليق بمكانتها ورمزية حضورها في الوجدان الموريتاني.
وإننا في “ودان إنفو”، إذ ننقل هذه الصرخة الصادقة من قلب المدينة، نضم صوتنا إلى صوت أهلها، آملين أن تجد صداها لدى صناع القرار:”وادان تستغيث… والماء حق لا يؤجل.”




