أخباراقتصادمحلية

إقبال متزايد للسياح الأجانب يبرز المكانة العالمية لمدينتي شنقيط وودان

تشهد مدينتا شنقيط وودان التاريخيتان هذه الأيام حركة سياحية لافتة، حيث يتوافد مئات السياح الأجانب لاكتشاف المعالم العريقة التي تختزنها المدينتان وتستحضران من خلالها قرونا من التاريخ والذاكرة الحضارية. ويؤكد هذا المشهد أن المدن التاريخية الموريتانية باتت وجهة مفضلة لعشاق التراث والمهتمين بالثقافات الإنسانية النادرة.

هذا التوافد المتنامي يعكس الأهمية العالمية التي تحتلها شنقيط وودان، بما تضمانه من مكتبات زاخرة بالمخطوطات النادرة، ومعالم عمرانية فريدة تشهد على براعة الأسلاف، فضلا عن دورهما الريادي عبر التاريخ كمحطات بارزة في طرق القوافل التجارية والعلمية التي ربطت المغرب العربي ببلاد السودان.

ولا يقف الأمر عند البعد الثقافي فحسب، بل يمتد ليبرز الأثر الاقتصادي المباشر لهذه الدينامية السياحية، إذ يسهم تدفق الزوار في إنعاش الأسواق المحلية، وتحريك عجلة التجارة، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات الإيواء، النقل، والصناعات التقليدية. كما يمنح هذا النشاط دفعة قوية للأسر من خلال رفع مداخيلها وتثبيت الشباب في مناطقهم بدل التفكير في الهجرة أو الارتماء في شباك البطالة.

ويجمع المهتمون بالشأن السياحي على أن هذه الظاهرة تمثل فرصة تاريخية لسكان ودان وشنقيط، من أجل تعزيز الاهتمام بتراثهم وصيانته، وتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية بما يتناسب مع مكانة المدينتين. فالعناية بهذين المعلمين ليست مجرد حفاظ على ذاكرة الماضي، بل هي رهان تنموي كبير يجعل من التراث جسرا للتواصل بين الشعوب، ورافعة اقتصادية واعدة لموريتانيا بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى