أخبارمحليةوطنية

النائب السابق سيدي باب ولد اللهاه يضع الإصبع على جراح ودان في لقاء مع والي آدرار “فيديو”

في زمن تتكاثر فيه الأصوات العابرة وتندر فيه الكلمة الصادقة، يظل هناك رجال آمنوا بأن خدمة الوطن ليست موقعا يشغل ولا منصبا يزين، بل رسالة تؤدى بإخلاص وشرف ونزاهة. رجال حملوا همّ وطنهم في قلوبهم قبل أن يحملوه في مناصبهم، وسعوا بكل ما أوتوا من جهد لرفعته، سواء كانوا في مراكز صنع القرار أو خارجها. فهم لا ينتظرون توجيها ولا يبحثون عن مجد شخصي، بل يتحركون بدافع الانتماء، ويعملون بإيمان أن الكلمة الصادقة قد تعيد الحياة لمدينة، والموقف الشريف قد ينقذ جيلا بأكمله.

في كل اجتماع أو مناسبة، تراهم صوتا للوطن وضميرا للأمة، يتحدثون باسم الناس لا باسم المصالح، يسلطون الضوء على الجراح التي حاول النسيان أن يغطيها، ويضعون أمام الجهات المعنية خريطة طريق واضحة للحلول بدلا من الاكتفاء بالشكوى. هم أولئك الذين يدركون أن الأوطان لا تبنى بالمجاملات، بل بالمصارحة، ولا تنهض بالشعارات، بل بالإخلاص والفعل والإرادة الصادقة.

ومن هذا الطراز من الرجال يبرز اسم وطني شامخ، السيد سيدي باب ولد اللهاه، النائب البرلماني السابق، والوجه المعروف بحرصه على مصالح وطنه ووفائه لمدينته ودان، تلك الحاضرة التاريخية التي تختزن بين كثبانها ذاكرة أمة ومجد حضارة لا يمحوه الزمن. رجل جمع بين الحكمة والشجاعة، بين التواضع والصلابة، فلم تغيره المناصب، ولم تبدل مواقفه الأيام، لأنه ظل يرى في المسؤولية تكليفا لا تشريفا، وفي الكلمة واجبا لا ترفا.

في موقف وطني خالد سيبقى شاهدا على صدقه، وقف السيد سيدي باب ولد اللهاه أمام والي ولاية آدرار السيد عبدالله ولد محمد محمود، ليعبر بلسان أهل ودان جميعا، واضعا الإصبع على الجرح دون تردد، عارضا مشاكل المدينة بندا بندا، بكل صدق ووضوح: من مشكلة الماء التي أنهكت الأهالي، إلى تحديات التعليم التي تنتظر دعما وإصلاحا، إلى حاجة التنمية المحلية لمشاريع حقيقية تنهض بالمنطقة، وصولا إلى السياحة وكنوزها المهملة، وفي مقدمتها معجزة الطبيعة كلب الريشات، التي أبهرت علماء الجيولوجيا في العالم، وما زالت تنتظر أن تنال ما تستحق من اهتمام واستثمار ورعاية.

لم يكن حديثه مجرد تشخيص للواقع، بل كان طرحا للحلول، ومقاربة واعية تنم عن عمق معرفة وإدراك بطبيعة التحديات. تحدث بعلم وأدب، بتركيز واتزان، فكان حديثه مدرسة في الوطنية، ونموذجا في الخطاب الهادف الذي يجمع بين قوة الحجة ورقي الأسلوب، بين العقل والعاطفة، بين الحزم والاحترام.

ذلك الموقف لم يكن استعراضا إعلاميا، بل كان صرخة حب صادقة من قلب رجل يرى في مدينته جزءا من كيانه، وفي وطنه امتدادا لروحه. وقف شامخا في وجه الإهمال، ناطقا باسم التاريخ والحضارة والإنسان، مؤمنا أن ودان التي أنارت دروب القوافل يوما، تستحق أن تعود منارة في الحاضر والمستقبل.

بمثله تفتخر ودان،
وبأمثاله تبنى الأوطان وتصان الكرامة.
فهو مثال للوفاء والعطاء، ونموذج للابن البار الذي لم يبدل ولم يتراجع، ظل صادقا في قوله، أمينا في مواقفه، وفيا للأرض التي أنجبته، حاملا راية مدينته في كل محفل ومقام بجرأة العالم ولباقة المثقف وصدق الوطني.

مصدر الفيديو: منصة الشمال وادان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى