تقريرمحلية

ولد أميه… العمدة الذي رأى المستقبل من قلب الصحراء “صور + فيديو”

تشهد مدينة وادان هذه الأيام نقاشا متزايدا حول تفعيل مشروع كلب الريشات، وسط محاولات لطمس الجهود الكبيرة التي بذلها العمدة السابق محمد محمود ولد أميه، الذي كان له الفضل الأكبر—باعتراف دولي ووطني—في إدراج كلب الريشات كمحمية وطنية ومعلم جيولوجي نادر.

من بادر إلى الاعتراف الدولي بكلب الريشات؟

في 25 أكتوبر 2022، أعلن في مدريد عن اعتماد الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية لـ”كلب الريشات” كواحد من بين 100 موقع جيولوجي نادر عالميا. هذا الاعتراف جاء ثمرة لجهود العمدة السابق محمد محمود ولد أميه، بالتعاون مع الباحث الكندي البروفيسور ميشل جبراك، الذي أشرف على دراسات علمية نادرة بين عامي 2002 و2003. كما نسق ولد أميه مباشرة مع نائب المقاطعة آنذاك، أحمد سلمان، مما أسهم في خلق زخم علمي وسياسي مهد للاعتراف الرسمي بالموقع.

كيف تحركت الحكومة؟

بعد الاعتراف الدولي، سلم ولد أميه نسخة من الوثيقة إلى وزيرة البيئة لاليا كمرا، مشددا على ضرورة الاعتراف بالموقع كمحمية طبيعية. ثم نظم في 15 أكتوبر 2022 طاولة مستديرة بنواكشوط بالتعاون مع وزارة البيئة وبرعاية أممية، خصصت لبحث مستقبل كلب الريشات، وتم خلالها اعتماد دراسة علمية بمشاركة الممولين والباحثين.

إشادة رسمية وتأكيد ريادة الجهود

أشادت لاليا كمرا خلال حفل رسمي بالجهود التراكمية المبذولة، مخصصة الشكر للبروفيسور جبراك والعمدة ولد أميه، ومؤكدة أن إنشاء المحمية كان نتيجة جهود طويلة، لا وليد لحظة.

مشروع مدينة الريشات: رؤية طموحة

لم يكن ولد أميه يكتفي بالحلم، بل وضع تصورا متكاملا لإنشاء مدينة متكاملة في قلب الريشات، تتضمن:

✅ منتزها بيئيا
✅ وحدة رياضية
✅ مطارا صغيرا
✅ مختبرات علمية
✅ مسجدا ..
✅ فندقا وأكواخا سياحية
✅ محطة مناطيد
✅ وحدة أمنية وبرج مراقبة
✅ مدينة علوم متخصصة

تم تصميم المشروع عام 2022 بواسطة المهندس محمد صال (بول)، رئيس مجموعة كونيكسيون الدولية، كجزء من رؤية استراتيجية تهدف لجعل الريشات قطبا بيئيا وسياحيا عالميا.

ملاحظة هامة للقارئ

يرافق هذا التقرير مجموعة صور ومقطع فيديو توثيقي، تستعرض الجهود الكبيرة التي بذلها العمدة السابق محمد محمود ولد أميه في تحويل كلب الريشات من ظاهرة جيولوجية منسية إلى معلم سياحي عالمي، وهو إنجاز يستفيد منه سكان وادان خاصة، والموريتانيون عامة، ويؤسس لمستقبل واعد للمنطقة.

العمدة الذي صنع الفرق

لعشر سنوات، حمل محمد محمود ولد أميه هم وادان، فكان المصباح في دروبها، والبدر في سمائها.
في عهده:

البنية التحتية: أنجز إعدادية تنللب، فضاء الشباب، توسعة الكهرباء، وتزويد المدينة بالمياه العذبة.
الزراعة: استصلحت 100 هكتار، حفرت 12 بئرا ارتوازية، وأُطلقت مشاريع وفرت مئات فرص العمل.
التراث: تم ترميم المحظرة، سور المدينة، وشارع الأربعين عالما.
كلب الريشات: نجح في تحويله إلى أيقونة جيولوجية عالمية.

خاتمة تليق بالمكانة

ليس من السهل إنصاف رجل سبق زمانه، ولا اختصار تاريخ كتبه بجهده وهمه وحلمه.
محمد محمود ولد أميه لم يكن عمدة عابرا، بل صاحب رسالة، مشروع، ورؤية. حمل وادان في قلبه، وجعلها في مقدمة أولوياته، ليس لغرض شخصي، بل إيمانا بحقها في النهوض والإنصاف.
وإن حاولت بعض الأصوات طمس اسمه، فإن كل شبر في كلب الريشات، وكل مبادرة ناهضة في وادان، ستظل تنطق باسمه، وتشهد له بالفضل.

فالرجال لا يقاسون بما يقال عنهم، بل بما يبقى بعدهم.

ع.م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى